جابرييل ساندري.. "لا من الجنة ولا من الأرض إنه جنون"

تاريخ النشر : Saturday, 11 November 2017 - 06:01

كتب لؤي هشام

في سيارة صديقه الرينو، يجلس جابو بالمقعد الخلفي وبرفقته ماركو وفيديركو وسيموني إضافة إلى صديقه المقرب فرانشيسكو، كانت عقارب الساعة تشير إلى السادسة والنصف مساءً. بعدها بثلاث ساعات فقط سوف يلقى مصيرا مؤلما وصادما.

شارع بيريرا بحي بالدونيا في العاصمة روما كان مسرحا للعديد من الذكريات التي عاشها الفتى الشاب، ذلك الفتى الذي ترك كلية علوم الاتصال من أجل التفرغ للموسيقى التي يعشقها. كان جابو أحد أفضل الـDJ بالمدينة وحفلاته كانت دوما صاخبة.

لم تكن روحه تتعلق سوى بشيئين، الموسيقى ولاتسيو. والأخير قاده إلى قدر مؤلم.

اليوم توافق الذكرى العاشرة لمقتل جابرييل ساندري مشجع لاتسيو والذي تحول لأحد أيقونات مشجعي كرة القدم في العالم أجمع.

كان جابرييل مشجعا متعصبا للاتسيو وهو ما كان سببا للانضمام إلى مجموعة "إيريدوتشيبلي" المدعمة للنادي، لم يعتد جابو على تفويت أي مباراة للفريق ما دفعه للذهاب إلى مباراة إنتر ولاتسيو في ميلانو، أوبالأحرى محاولة الذهاب إليها.

يسترجع والده جورجيو ذكرى تلك الليلة المشؤومة عائدا بالزمن 10 سنين إلى وراء، ولكن الذكرى طُبعت في ذهنه وكأنها بالأمس.

ويقول والد جابرييل: "يوم المباراة أخبرته بألا يذهب لمباراة إنتر ولاتسيو، لم يكن الأمر مهما أخبرته بأنه سيعود متأخرا وسيصاب بالارهاق. قال لي لا لا أبي، لا اعتقد أني سأذهب، ولكنه كان على موعد لا يمكن تأجيله".

أنهى جابرييل حفلته في السادسة صباحا، كان متعبا ولكنه أصر على التواجد بجوار رفاقه. أرسل رسالة نصية إلى صديقه بالفريق اللاعب لورينزو دي سيلفيستري وأخبره فيها "لقد عملت بالأمس حتى السادسـة من صباح اليوم لكن سأكون متواجد من أجل مشاهدتكم".

تقابل مع الأصدقاء وجلس بالمقعد الخلفي في منتصف السيارة، تحركوا صوب الطريق السريع المؤدي إلى ميلانو ولكنهم توقفوا في محطة "باديو آل بينو" للتزود بالوقود وحينها نشب شجار مع مشجعي يوفنتوس.

على الجهة الأخرى من الطريق السريع كان عددا من جماهير يوفنتوس متواجدا ليبدأ الشجار مع مناصري فريق مدينة تورينو الذي يكتسب عداءً كبيرا في معظم أنحاء إيطاليا.

احتد الشجار بين الطرفين قبل أن يتدخل ضابط شرطة يدعى لويجي سباتشروتيلا ويطلق عيارا ناريا في الهواء لتحذيرهم، ليركض الجميع هاربا ويقفز جابو في السيارة بجوار أصدقائه.

استقر جابو في مكانه بالسيارة قبل أن تباغته رصاصة مرت من رقبته وسط صدمة أصدقائه ليُنقل بعدها إلى المستشفى ولكنه كان قد فارق الحياة.

فيديو توضيحي للحادثة

سرعان ما انتشر الخبر بين جميع المشجعين لتبدأ أعمال الشغب في معظم المباريات، في اليوم التالي كان هناك جنازة حاشدة اجتمعت بها كل مجموعات الأولتراس في إيطاليا ليظهروا متوحدين لأول مرة.

قتل ساندري فتح قضية فساد الشرطة الإيطالية مجددا وأشعل الأزمة أكثر من أي وقت مضى.

"لم ينظر إلينا مطلقا والمرة الوحيدة التي قابلناه فيها بأريزو لم يجرؤ على النظر لنا، أعتقد أن هذا اعتراف بفعلته".

Luigi Spaccarotella

"حتى الآن لا استطيع أن اتفهم ما فعله، أن يطلق النار على شخص في الطريق، أمر لا من الجنة ولا من الأرض. فقط أمر غير مفهوم، إنه جنون".

هكذا تحدث والد جابرييل عن الضابط سباتشروتيلا بعد مرور 10 أعوام. وقد اعتبره دليلا على ارتكابه للواقعة رغم إنكار لويجي الذي أدعى سقوط سلاحه أثناء الركض.

ولكن في النهاية وجهت تهمة القتل العمد وحكم عليه بالسجن 6 سنوات رغم مطالبة النيابة بالحبس 14 عاما، حكم أثار نار الأزمة من جديد.

وقالت دانيلا والدة جابرييل: "الآن قتلوني لمرة ثانية". ومجموعة "إيريدوتشيبلي" هاجمت ضابطي شرطة بحثا عن الثأر، الأمور لم تهدأ إلا بعدما أعيد فتح المحاكمة من جديد بعد "توافر دليل العمد" بحسب تعبير المحكمة.

في النهاية صدر حكم بزيادة العقوبة إلى 9 سنوات و4 أشهر في ديسمبر 2010.

الآن صور جابو لا تغادر جدران روما وجدران إيطاليا، ذكراه باتت خالدة وهو سعيد بذلك.

"حقيقة أن هناك هذا الاهتمام يجعلنا سعداء ويكافئنا، جابرييل سوف يكون سعيدا هو يرى كل شيء انا متأكد من هذا هو يشاهد مباريات لاتسيو في السماء". والد جابرييل

© 2020 ميركاتو في الجول دوت كوم يتم تطويره و ادارته بواسطة اعلن معنا