ليلة الأبطال - ماذا يفعل بايرن ميونيخ حينما يحتاج الفوز في مدريد؟

25 مباراة جمعت بين بايرن ميونيخ وريال مدريد تاريخيا في دوري أبطال أوروبا بالمسمى القديم والجديد، ومواجهة أمسية الثلاثاء في ملعب سانتياجو برنابيو ستكون مسرحا للفصل السادس والعشرين من قصة العملاقين على الصعيد الأوروبي.

من أجل العبور إلى نهائي كييف.. من يقتنص البطاقة في هذه المرة؟

ريال مدريد الإسباني، حامل اللقب في الموسمين الأخيرين، مر بموسم محلي غير موفق بينما تظل فكرة المنافسة على دوري الأبطال فرصة هامة لإنقاذ الموسم وكتابة تاريخ لم يتكرر من قبل، وربما يستمر لعقود قبل أن يتكرر من جديد.

لم تكن بداية الفريق البافاري للموسم مثالية ولكنه تمكن من العودة محليا وفاز بلقب الدوري ولا يزال يمتلك فرصة الفوز بالكأس عندما يواجه باير ليفركوزن في النهائي، ولكن فكرة التتويج بدوري الأبطال تظل لامعة كذلك لإثبات العودة من الباب الكبير.

من أصل إجمالي المواجهات، 23 مواجهة بين الفريقين كانت خلال الأدوار الإقصائية من البطولة.

تلك المواجهات تقسمت على 11 فرصة متساوية بين الفريقين من أجل إقصاء الطرف الآخر، ونجح ريال مدريد في تحقيق ذلك في 6 مناسبات مقابل 5 للفريق البافاري.

ولكن مواجهات قليلة هي التي شهدت خوض مباراة الإياب على ملعب سانتياجو برنابيو في ظرف يحتاج فيه الفريق الألماني لاقتناص بطاقة التأهل للدور التالي.

حدث ذلك في 6 مواجهات سابقة.

المرة الأولى كانت في نصف نهائي موسم 1986/1987، حين تفوق بايرن ميونيخ ذهابا بنتيجة 4-1 على ملعبه، ولم تكن الخسارة إيابا في إسبانيا بهدف نظيف مؤثرة بالشكل الكافة لحرمانه من التأهل للمباراة النهائية.

في موسم 1987/1988، تواجه الفريقان مرة أخرى ولكن في ربع النهائي، وحدث ما لا يتمناه محبو البافاري.

تفوق بايرن ميونيخ ذهابا في ألمانيا بنتيجة 3-2، وهي النتيجة التي أبقت آمال المدريديين حية، فتمكنوا من قلب الطاولة إيابا وتفوقوا على ضيوف "سنتياجو برنابيو" بهدفين نظيفين.

لم يصادف أن تكون مباراة الإياب بين الطرفين في إسبانيا حتى موسم 2001/2002، ليتكرر السيناريو السابق.

تفوق البافاري على ملعبه "أوليمبياشتاديون" في ذهاب ربع النهائي بنتيجة 2-1، حيث تقدم الكاميروني جيريمي أولا للضيف الملكي، قبل أن يرد البافاري عن طريق ستيفن إيفنبيرج وكلاوديو بيتزارو.

إيابا في إسبانيا، سجل كل من إيفان هيلجييرا وجوتي لأصحاب الأرض، ليقلب الملكي الطاولة ويمر إلى نصف النهائي.

تكررت المواجهة على نفس الشاكلة في موسم 2003/2004، وتفوق الطرف الإسباني من جديد.

ما حدث في ميونيخ هذه المرة كان مختلفا، حيث انتهت مواجهة الذهاب بالتعادل الإيجابي 1-1، حين تقدم روي ماكاي أولا للبايرن وتعادل روبيرتو كارلوس للضيوف مانحا إياهم الأفضلية.

هدف نظيف إيابا بتوقيع المدير الفني الحالي لريال مدريد، زين الدين زيدان، كان كافيا لتأمين عبور الفريق من ثمن النهائي إلى ربع النهائي.

في موسم 2011/2012، كان السيناريو سعيدا لمحبي البافاري.

تفوق بايرن ميونيخ بصعوبة ذهابا على ملعب "أليانز أرينا" بنتيجة 2-1، حيث سجل فرانك ريبيري أولا قبل أن يعادل ميسوت أوزيل الكفة لمصلحة الضيوف، ثم يقتل ماريو جوميز المواجهة في توقيت متأخر بهدف منح أفضلية نسبية حتى موعد الإياب في "سنتياجو برنابيو".

إيابا، كان هناك الكثير من الدراما.

تقدم كريستيانو رونالدو بهدفين مبكرين لريال مدريد قلبا الطاولة مؤقتا، ولكن آرين روبن عادل كفة مجموع المواجهتين بهدف من علامة الجزاء لتستمر النتيجة هكذا حتى نهاية الوقتين الأصلي والإضافي.

عند علامة الجزاء، ابتسمت الأقدار للبافاري الذي ربح بطاقة التأهل من إسبانيا على حساب الملكي للمرة الثانية تاريخيا، وتأهل للمباراة النهائية.

في الموسم الماضي، تجددت المواجهة بنفس الشاكلة لمرة أخيرة قبل أن تتكرر في الموسم الجاري.

المواجهتان شهدتا تفوق تام لريال مدريد.

ذهابا، فاز الملكي في ألمانيا بنتيجة 2-1 تماما كما حدث في الأسبوع الماضي، حيث تقدم التشيلي أرتورو فيدال أولا للبايرن قبل أن يمنح كريستيانو رونالدو الأفضلية لضيوف "أليانز أرينا".

بعض الدراما تواجدت في مواجهة الإياب في إسبانيا، حيث تمسك الضيوف الألمان بفرصهم في التأهل لنصف النهائي.

تقدم الألمان أولا عن طريق روبير ليفاندوفسكي، قبل أن يعادل كريستيانو رونالدو النتيجة ويعيد التفوق للملكي، ثم سجل سيرجيو راموس بالخطأ في مرماه لتتعدل كفة المواجهات وتزداد فرص بايرن.

بهذه النتيجة، لجأ الفريقان لأشواط إضافية شهدت تفوق تام لريال مدريد.

سجل كريسيتيانو رونالدو أولا مع بداية الشوط الإضافي الثاني، ثم أتم اللاعب البرتغالي الـ "هاتريك"، قبل أن يحسم الصاعد ماركو أسينسيو الأمور تماما بهدف رابع مع حلول الدقيقة 112 من عمر المباراة.

لذا، فعندما نسأل: ماذا يفعل بايرن ميونيخ عندما يتوجه إلى مدريد من أجل اقتناص بطاقة التأهل في دور إقصائي أمام ريال مدريد؟

فالإجابة تكون: حدث الأمر في مناسبتين مليئتين بالدراما، ولكن عادة ما يصعب النادي الملكي المهمة على ضيوفه الألمان.

في المجمل، فاز ريال مدريد على ملعبه أمام بايرن ميونيخ في 9 مواجهات وخسر فقط في 2 وتعادل في واحدة ضمن إجمالي 12 مباراة احتضنتها "سنتياجو برنابيو".

هل تصل كتيبة زين الدين زيدان إلى الانتصار العاشر تاريخيا على البافاري في قلعة الملوك؟

الأمر قد يكون ضروريا من أجل نهائي أوروبي تاريخي للمرة الثالثة على التوالي.