موافقة جوميز على بيع زيزو؟ التفاصيل المفقودة بين إيميليانو مارتينيز وأغلى سوق في تاريخ ريدينج
تاريخ النشر : Thursday, 22 August 2024 - 10:00
كتب محمد رؤوف
تتعجب جماهير الزمالك من تصريحات جوزيه جوميز مدرب الفريق الأبيض، بسبب عدم ممانعته لبيع أحمد مصطفى "زيزو" والذي يعتبر نجم الفريق الأول خلال السنوات الماضية.
وفي المقابل تحول التعجب إلى هجوم على المدرب البرتغالي ووصفه بأنه يريد أن "يأكل عيش" كما يطلق على أي شخص يريد الحفاظ على وظيفته دون الاهتمام بتحقيق النتائج والتطور.
ولكن هناك تفاصيل مفقودة حدثت خلال مسيرة جوميز التدريبية جعلته لا يمانع من رحيل نجم فريقه الأول إذا استفادت جميع الأطراف.
"بيع زيزو؟ لمَ لا"؟
قال جوميز عبر قناة أون تايم سبورتس 2: "إذا لم تترك اللاعب يغادر على عكس رغبته ستفقد شغفه في اللعب. أحب زيزو بالطبع فهو لاعب محترف من الطراز الأول ولكن إذا استفادت كل الأطراف فلمَ لا"؟
وعن استشارته في إدارة الصفقات قال: "الإدارة ليست تخصصي بل الجانب الفني. إذا تركت الإدارة لاعب هام فيجب أن يتم استبداله بحرص. مما أراه أشعر أن الإدارة ستأخذ رأيي الفني باستمرار في هذا الملف".
ومن هذه النقطة تبدأ أحداث جوميز السابقة التي تعلم منها في التجربة الإنجليزية التي خاضها.
البقاء بأعجوبة
درب جوميز فريق ريدينج في موسم 2018-2019 ويعد ذلك بمثابة الحلم بالنسبة له لأنه دائما ما كان يحلم بالتدريب في إنجلترا حسب قوله من قبل.
عندما تولى جوميز تدريب فريق ريدينج كان في المركز الـ23 أي قبل الأخير في دوري الدرجة الأولى الإنجليزية.
وقال جوميز عن هذه الفترة لموقع كوتشيس فويس: "أعتقد أن الفترة التي أمضيتها في ريدينج كانت جيدة جدا، لقد قلبنا هذا الوضع اليائس بسرعة كبيرة، حققنا 6 انتصارات في المراحل الأخيرة من الدوري وأنهينا الموسم بفارق سبع نقاط عن منطقة الهبوط، توقع تحسين كل شيء من مدرب جديد في 6 مباريات يكون مثل توقع حدوث معجزة، احتضنتنا الجماهير ومرة أخرى امتلأ الملعب، لقد بدأ حلمي الإنجليزي بداية مذهلة".
وشدد "التحضير للموسم التالي لم يسير كما كنت أتمنى، بعد كل ما حدث كنت أتوقع أن يأخذ مجلس الإدارة رأيي بعين الاعتبار، على الأقل قليلا، في عملية التعاقدات".
عدم تعويض مارتينيز والاعتراف بالخطأ
في الموسم الجديد عاد إيميليانو مارتينيز إلى أرسنال من فترة الإعارة، ورحل دانزل جرافينبيرخ شقيق ريان جرافينبيرخ لاعب ليفربول، وفيتو مانوني والجناح مودو بارو لاعب أهلي جدة حاليا.
وعن ذلك قال جوميز: "كنت أرى أخطاء المسؤولين في النادي، ولم يكن هناك ما يمكنني فعله حيال ذلك، أعترف أن الوضع كان محبطا ومن ذلك، تعلمت درسا أساسيا آخر لأي مدرب وهو الأشياء الخاطئة من حولنا لا يمكن أن تصرف تركيزنا عن واجبنا الأساسي، وهو رعاية الفريق".
وأضاف "لم أعد سعيدا خلال فترة الإعداد للموسم الجديد، كنا لا نزال بدون فريق تم تشكيله بشكل صحيح، كان لدينا 15 لاعبا تحت 23 عاما في المجموعة، عندما علمت بالتعاقدات الجديدة دون استشارتي، أخبرت مجلس الإدارة بأنني سأغادر، لم أكن أريد أن أكون مسؤولا عن أخطاء لم تكن ضمن قراراتي، لقد أنفق النادي أموالا كان من الممكن استثمارها بشكل أفضل، لقد تم إقناعي بالبقاء، مع وعد بأن يتم الاستماع إلى أرائي".
وأكد "في النهاية، كان الفريق النهائي بعيدا عن المثالية، لم أكن أريد أن ننفق المزيد، أردت فقط أن ننفق بشكل أفضل، بدأ الموسم بموجة من الإحباط، لم نلعب بشكل جيد، وكانت النتائج أقل بكثير من التوقعات، وقرر النادي إنهاء التعاقد".
"لم أكن أريد إنفاق المزيد" ماذا يقصد؟
كان القصد من حديث جوميز أنه كان لا يريد إنفاق المزيد من المال، ولكن الإنفاق يكون بشكل جيد، هو أن ريدينج بالفعل صرف الكثير، ولكن التعاقدات لا تناسب طريقة لعبه.
وهذا يحدث مع الكثير من المدربين ألا يكون اعتراضه على الإنفاق الكبير بحد ذاته، ولكن لأن التعاقدات لا تناسبه وخصائصهم مختلفة عما يريده هو.
سوق الانتقالات الأغلى في تاريخ ريدينج
بالتأكيد عندما تعلم أن الموسم التالي لجوميز في 2019-2020 هو الأغلى في تاريخ النادي، فستقول كيف يعترض على ذلك؟
صرف ريدينيج 12.9 مليون يورو في التعاقد مع كل من جورج بوشكاش من إنتر ميلان، ولوكاس جواو من شيفيلد ويدنسداي مقابل 5.4 مليون يورو، وتشارلي آدم من ستوك سيتي ورافاييل كابرال من سامبدوريا دون مقابل وآخرين.
وحصل النادي على 850 ألف يورو من بيع اللاعبين ليكون الفارق هو 12.050.000 مليون يورو، بالرغم من أن موسم 2017-2018 دفع النادي 14.100.000 ولكنه باع لاعبين مقابل 2.870.000 مليون يورو ليكون الفارق 11.230.000 مليون يورو.
وبالرغم من تحقيق رقم قياسي في سوق الانتقالات، إلا أن جوميز طلب فقط أخذ رأيه في من سيتعاقد معه النادي وخصائصهم، ولكنه لم يكن يريد دفع المزيد من الأموال.
وبالرغم من ذلك اعترف بالخطأ بأنه لم يحاول التأقلم واستخدام التعاقدات الجديدة.
ولذلك هذا من حظ إدارة نادي الزمالك الجيد أن جوميز يتفهم الظروف المادية ولم يمانع رحيل أي لاعب، لكن بشرط بأن يتم استشارته في التعاقدات الجديدة.
هذه المرونة لا توجد لدى أي مدير فني بأنه يتأقلم على الظروف المادية لناديه.
"واثق في إدارة إنتر"
النموذج الذي يشبه جوميز هو سيموني إنزاجي المدير الفني لإنتر.
عندما عين إنتر المدرب الإيطالي كان بعد رحيل أنطونيو كونتي بالرغم من تتويجه ببطولة الدوري الإيطالي.
لكن مر إنتر بظروف مادية طاحنة بسبب الخسائر المادية التي حدثت نتيجة فيروس كورونا.
وأدت هذه الظروف إلى إجبار إنتر على رحيل روميلو لوكاكو إلى تشيلسي مقابل 113 مليون يورو، وأشرف حكيمي إلى باريس سان جيرمان بـ68 مليون يورو.
وقتها تم اختيار إنزاجي لخلافة كونتي وأبرز ما صرح به أنه واثق في إدارة النادي بقيادة جيوزيبي ماروتا وبييرو أوزيليو.
وتمكن إنتر من الخروج من عنق الزجاجة بل والتتويج ببطولة الكأس والسوبر الإيطالي والدوري والوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا ومقابلة مانشستر سيتي في النهائي إذ كانت قيمة تعاقد سيتي مع جاك جريليش أغلى من الـ11 لاعبا الأساسيين مجتمعين في إنتر.
وبالتالي التحدي الحقيقي لإدارة الزمالك هو كيفية الاستفادة بأقصى ما يمكن من الأموال التي ستصرف في التعاقدات بالاشتراك مع جوميز حتى لا يتكرر حدوث أزمات فترة الانتقالات الصيفية الماضية التي شهدت التعاقد مع إبراهيما نداي وسامسون أكينيولا ومن قبل مع خالد بوطيب وإيقاف القيد والقصة التي يعلمها الجميع.
صحيح أن جوميز تعلم الدرس حسبما قال من قبل، لكن عندما لا تستطيع مجاراة منافسك المباشر الأهلي في صرف الأموال على التعاقدات فهنا يجب أن تتسم بحسن اختيار الصفقات الجديدة حتى إذا رحل أهم لاعب في فريقك مثلما حدث مع إنتر مع الفارق في اكتشاف اللاعبين وهكذا.
ويجب هنا التذكير بمقولة ماروتا واحد من أبرز المديرين الرياضيين في تاريخ إيطاليا وهي "ليس شرطا أن يتوج بالبطولات من ينفق أكثر".