"لن تسيروا وحدكم أبدا".. رسالة سلوت في وداع ديوجو جوتا

نشر أرني سلوت المدير الفني لفريق ليفربول بيانا وداعيا عقب وفاة البرتغالي ديوجو جوتا لاعب الفريق.

وجاء نص بيان سلوت كالتالي:

ماذا يمكن أن يُقال؟ ماذا يمكن لأي شخص أن يقوله في لحظة كهذه، عندما يكون الصدمة والألم بهذه الدرجة من الحدة؟ أتمنى لو كانت لدي الكلمات، لكنني أعلم أنني لا أملكها.

كل ما لديّ هو مشاعر أعلم أن كثيرين سيشاركونني إياها تجاه شخص ولاعب أحببناه بشدة، وعائلة نهتم بها كثيرًا.

أفكاري الأولى ليست كمدرب كرة قدم. بل كأب، وكابن، وكأخ، وعم، وهي تتجه نحو عائلة ديوجو وأندريه سيلفا، الذين مروا بخسارة لا يمكن تخيلها.

رسالتي لهم واضحة جدًا – أنتم لن تسيروا وحدكم أبدًا. اللاعبون، الطاقم، وجماهير نادي ليفربول يقفون إلى جانبكم، ومما رأيته اليوم، يمكن قول الشيء ذاته عن العائلة الكبرى لعالم كرة القدم.

هذا ليس فقط رد فعل على مأساة. بل هو أيضًا تعبير عن طيبة الأشخاص المعنيين، والاحترام الكبير الذي يكنّه الكثيرون لهذين الشابين كأفراد، ولعائلتهم ككل.

بالنسبة لنا كنادٍ، فإن الشعور بالصدمة مطلق. ديوجو لم يكن مجرد لاعب في فريقنا. بل كان شخصًا نحبه جميعًا. كان زميلًا في الفريق، وزميلًا في العمل، وشريكًا في المسيرة، وكان مميزًا في كل هذه الأدوار.

بوسعي أن أقول الكثير عما قدمه لفريقنا، لكن الحقيقة أن كل من شاهد ديوجو وهو يلعب كان بإمكانه أن يرى ذلك: العمل الجاد، والرغبة، والالتزام، والجودة العالية، والأهداف. جوهر ما يجب أن يكون عليه لاعب ليفربول.

وكانت هناك جوانب أخرى لم يراها الجميع. الشخص الذي لم يسعَ للشهرة، لكنه نالها على أي حال. لم يكن صديقًا لاثنين فقط، بل صديقًا للجميع. شخص جعل الآخرين يشعرون بالرضا عن أنفسهم بمجرد التواجد معه. شخص كان يهتم بعائلته بعمق.

في آخر مرة تحدثنا فيها، هنأت ديوجو على فوزه بدوري الأمم وتمنيت له التوفيق في زفافه المقبل. كان صيفًا حلمًا له ولعائلته من نواحٍ عديدة، مما يجعل النهاية بهذا الشكل مفجعة أكثر.

عندما جئت إلى النادي لأول مرة، كانت إحدى أولى الأغاني التي تعرّفت عليها هي تلك التي يغنيها مشجعونا لديوجو. لم أكن قد عملت معه سابقًا، لكنني عرفت على الفور أنه إذا كان مشجعو ليفربول، الذين شاهدوا العديد من اللاعبين العظماء على مر السنين، قد خصصوا له أغنية فريدة، فلا بد أن لديه صفات مميزة.

أن نفقد تلك الصفات في ظل هذه الظروف المروعة هو أمر لم نستوعبه بعد. ولهذا السبب، نحتاج أن يتكاتف الجميع في النادي، وأن يكون كل واحد سندًا للآخر. نحن مدينون بهذا لديوجو، ولأندريه سيلفا، ولعائلتهما، ولنفسنا أيضًا.

أقدم خالص تعازيّ لزوجة ديوجو، روت، ولأطفالهما الثلاثة الجميلين، ولوالدي ديوجو وأندريه سيلفا.

عندما يحين الوقت، سنحتفل بديوجو جوتا، وسنتذكر أهدافه، وسنغني أغنيته. أما الآن، فسنذكره كإنسان فريد، ونحزن على خسارته. لن يُنسى أبدًا.

اسمه ديوجو.

ماذا حدث؟

أكد نادي ليفربول وفاة لاعبه البرتغالي ديوجو جوتا صباح الخميس.

وذكرت جريدة ماركا خبر وفاة اللاعب وشقيقه في حادث سير، قبل أن يؤكد الاتحاد البرتغالي لكرة القدم وناديه ليفربول الخبر.

ونشرت الشرطة الإسبانية بيانا عن الحادث جاء على النحو التالي:

"المعلومات المتوفرة لدينا حتى الآن هي أن السيارة، وهي من طراز لامبورجيني، تعرضت لحادث سير وانحرفت عن الطريق بسبب انفجار أحد إطاراتها أثناء تجاوز سيارة أخرى".

"وقع الحادث في الساعات الأولى من الصباح، الساعة 12:30 بتوقيت جرينتش، في بلدية سيرناديلا بمقاطعة زامورا.

"اشتعلت النيران في السيارة وقُتل راكباها".

ولقى جوتا مصرعه عقب أسبوعين فقط من حفل زفافه الذي أجراه عقب نهاية الموسم المنقضي.

وتوفى جوتا بعمر 28 عاما قبل أيام من استعدادات ليفربول للموسم الجديد.

وكان جوتا قد انتقل إلى صفوف ليفربول في صيف 2020 قادما من ولفرهامبتون.

وخاض جوتا 49 مباراة دولية رفقة المنتخب البرتغالي ونجح في تسجيل 14 هدفا.

وكانت آخر مباريات جوتا مع كرة القدم عند تتويج منتخب البرتغال بلقب دوري الأمم الأوروبية يونيو الماضي.